مجلة الأسرة : استثمار الإجازة الصيفية
ها قد بدأت الإجازة ،إجازة صيفية طويلة وفراغ طويل للأبناء والبنات ،كم من عائلة لا تحسب لاستغلال هذه العطلة أي حساب ،
فتمضي أيامها بين سبات في النهار وسهر في الليل ، تزجية للأوقات والساعات في مشاهدة التلفاز وفي اللعب إما بالألعاب الإلكترونية أو بالحاسب الآلي أو غير ذلك، ويضيع العمر ، ويهدر المال ،
إن العائلة والأسرة التي تعتني بأبنائها تدرك أهمية استغلال العطلة الصيفية فهي ترتب لهم برنامجا متميزا يجعل الأولاد من ذكور وإناث صغار وكبار يسعدون به كل سعادة ، ولكن قد يتساءل بعضنا كيف يكون هذا البرنامج ومن يعده،
إن البرامج لاستغلال أيام العطلة الصيفية كثيرة وعديدة وهي متشابهة نوعا ما ولكنها في الوقت ذاته تعد وترتب حسبما يتكيف معه الأولاد والأسرة ويتناسب مع هواياتهم توجهاتهم ومنفعتهم وقدراتهم ،
وإن من البرامج المفيدة نذكر هذا البرنامج الذي يمكن تعديله حسب الحاجة حيث يتم تقسيم اليوم إلى عدة أوقات<
الإجازة الصيفية : برنامج مقترح
فبعد صلاة الفجر يكون لتلاوة القران الكريم وحفظ آيات وسور منه إلى حين طلوع الشمس بعد ذلك تتناول الأسرة طعام الإفطار قبل ذهاب الأب إلى عمله ،
ثم تقام مسابقة ثقافية يتخللها اللعب المباح والفكاهة والتسلية, وتوزع الجوائز أو النقاط التي تجمع بعد حين لتصبح جوائز وحسب عدد النقاط التي يفوز بها المتسابق وتستمر المسابقة إلى قبيل صلاة الظهر ,
بعد صلاة الظهر تأتي فترة الغداء أو الراحة والقيلولة ولمن لا يحبون القيلولة يمكنهم قضاء وقتهم بالقراءة في أحد كتب السيرة أو التاريخ الإسلامي ، ويختار لهم من الكتب ما يناسبهم ويناسب أعمارهم وتعليمهم
بعد صلاة العصر ينضم الأولاد إلى إحدى مدارس تحفيظ القران الكريم أو يتولى تدريسهم من هو أهل للقيام بهذه المهمة من أفراد الأسرة علما بأن المسجد أفضل للذكور لما فيه من فوائد أخرى وخروج من الجو المنزلي وتغيير أيضا لهم ،
بعد المغرب يمارس كل فرد من أفراد الأسرة ما يهواه وما يميل إليه من ممارسة تعود عليه بالفائدة أو الراحة كاستخدام الحاسب الآلي ، أو التطريز بالنسبة للبنات والخياطة أو أعمال فنية أخرى، أو حتى اللاعب بما يناسبه من مسابقات عبر الأجهزة الإلكترونية مع مراعاة القواعد الصحية في ذلك التي تجعل هذه الأجهزة إيجابية لا سلبية ,
بعد صلاة العشاء وبعد أدائها يتناول الأولاد طعام العشاء وهم بلا شك سيكونون متعبين من هذا اليوم وبخاصة الأطفال وسيخلدون للنوم بكل سرور البعض الآخر قد يتأخر في نومه بعض الشيء ,
الجميع سيستيقظون في الصباح الباكر عند الفجر نشطاء وهكذا يتم تطبيق هذا البرنامج أو شبيهه ,
قد يصعب في البداية أن يطبق بصورة مثالية مع بعض الأولاد ولكنه في الأخير سيطبق مع التشجيع مرة ومع الحزم مرة أخرى ,
إن تغييره مرة ومرة بسبب مناسبة أو سفر أو عارض لا يعني فشله أو انقطاعه بل إنه فرصة للتجديد والعودة إليه بنشاط وبخاصة عندما يشكل لدى الأولاد حافزا لهم لجمع النقاط التي تؤهله للفوز بأفضل جائزة في نهاية العطلة أو في نهاية الشهر أو في نهاية الأسبوع،
إن الأسرة ستشعر بالرضا والراحة وستجني ويجني أولادها فائدة ملحوظة وثمرة مرجوة,أيضا لا بأس من السفر المباح خلال العطلة الصيفية كالذهاب إلى عمرة أو زيارة أقارب أو السفر إلى إحدى المدن الساحلية أو الجبلية
كل ذلك مما يبعث على الراحة والسرور , و الله نسأل أن يلهمنا رشدنا وأن يصلح مجتمعنا وأسرنا وجميع أسر المسلمين في كل مكان .
نشرت في رسالة الإسلام في الجمعة 16/3/1422 هـ
مجلة الأسرة : كلمة العدد الأول٫ استثمار الإجازة الصيفية